#تنمية ذاتية
زهرة الخليج – الأردن
اليوم
الحياة رحلة مليئة بالتحديات والفرص، وكل خطوة فيها تقربنا من تحقيق أحلامنا. لكن الخوف من الفشل قد يعيق تقدمنا، فهو ذلك الصوت الداخلي، الذي يحذرنا من المخاطرة، ويدفعنا للبقاء في مناطق راحتنا. لكن هذا الصوت لا يجب أن يسيطر علينا. هنا، نعرف معاً أسباب هذا الخوف، وكيف نحوله إلى دافع وحافز قوي للنمو والتطور والنجاح.
ما الخوف من الفشل؟
الخوف من الفشل شعور طبيعي يعترينا، جميعاً، في لحظات اتخاذ القرارات المهمة، أو خوض تجارب جديدة. هذا الصوت الداخلي يدفعنا للبقاء في مناطق راحتنا؛ خوفاً من ارتكاب الأخطاء، أو التعرض للإحراج؛ ولهذا الشعور أسباب عدة، أبرزها:
- الخوف من الرفض: قد نخاف من رفض أفكارنا أو مقترحاتنا، ما يؤثر على تقديرنا لذاتنا.
- الخوف من الفشل العام: قد نخشى أن يرى الآخرون فشلنا، ما يؤدي إلى فقدان احترامهم لنا.
- الخوف من المجهول: قد نشعر بالقلق من النتائج غير المتوقعة، أو من المواقف التي لا نملك السيطرة عليها.
- الخوف من التغيير: قد نفضل الاستقرار على المخاطرة، حتى لو كانت ستؤدي إلى تحسين حياتنا.
- الخوف من الفقدان: قد نخاف من فقدان ما لدينا حالياً، وظيفةً، أو علاقةً، أو حتى روتيناً يومياً.
كيف يتم تشخيص الخوف من الفشل؟
إذا كان الخوف من الفشل يؤثر بشكل خطير في حياتكِ، فقد حان الوقت لزيارة مستشار أو معالج؛ لمعرفة المزيد عما تمرين به، وقد يكون خوفكِ أحد أعراض القلق العام، أو شيئاً أعمق، لكن فقط الأخصائي في هذا المجال سيكون قادراً على مساعدتك في معرفة ما يحدث، ومساعدتكِ في التغلب عليه.
أعراض الخوف من الفشل:
تعتمد طريقة ظهور الخوف من الفشل على الشخص. لكن، عادةً، هناك بعض العلامات الدالة عليه، مثل:
– الشعور بالتوتر أو القلق بشأن المواقف الجديدة، أو غير المألوفة.
– تجنب المواقف العصيبة تمامًا، أو الانسحاب من الفرص.
– الشعور بفقدان السيطرة عند تجربة شيء جديد.
– الشعور بأعراض جسدية، مثل: الدوخة، وتسارع ضربات القلب، والتعرق أو علامات أخرى للقلق.
– تخيل أسوأ سيناريو محتمل.
– الشعور بالحرج الشديد، بشأن ما يعتقده الآخرون.
– التقليل من خططك، أو التقليل من نجاحك أمام الآخرين.
– التسويف، أو تشتيت الانتباه عما يجب عليك القيام به.
– الشعور بالإحباط بشأن تحسين أو تغيير أي شيء في المستقبل.
– القلق من أن يستبدلك الناس بشخص تعتقد أنه أفضل، أو أكثر تأهيلاً.
تأثير الخوف من الفشل في حياتنا:
الخوف من الفشل شعور طبيعي، لكن يجب ألا ندعه يسيطر علينا، فتأثيراته يمكن أن تجعلنا نخسر الكثير. فما تأثيرات هذا الخوف على حياتنا؟
– قد يؤدي الخوف من الفشل إلى تجنب الفرص الجديدة والتحديات، ما يحد من نمونا الشخصي والمهني.
– قد نشعر بالندم على الفرص التي فاتتنا بسبب الخوف.
– قد يؤثر الخوف من الفشل سلباً على تقديرنا لذاتنا وقدراتنا.
– قد يؤدي الفشل المتكرر، أو الخوف المستمر من الفشل، إلى الشعور بالحزن والاكتئاب.
التغلب على الخوف من الفشل:
لنتشارك خطوات عملية، يمكنكِ اتخاذها للتغلب على الخوفِ من الفشل.
افهمي أن الجميع يشعرون بالخوف:
يجب أن نتوقع أن نشعر بالخوف؛ عندما نفعل أي شيء ذي معنى، أو تحدٍّ أو جديد، فالخوف لا يعني أن تفعلي شيئاً خاطئاً في الواقع، فربما يعني أنكِ تفعلين شيئاً صحيحاً، لأن الأشياء الجيدة في الحياة تنطوي، عادةً، على بعض المخاطر، وهذا يمكن أن يكون مخيفًا بالتأكيد.
اسمحي لنفسكِ بأن تكوني مبتدئة:
غالبًا، يمنعنا الخوف من المضي قدمًا في قراراتنا وأحلامنا؛ لأننا نريد أن نكون كاملين منذ البداية، ونريد أن نحصل على ترقية، ونحصل على 100 في الاختبار، ونقدم أداءً مميزاً في محاولتنا الأولى. لكن عندما تبدئين شيئاً جديداً، لن يكون مثاليًا، ولا بأس في ذلك. ومن خلال منح نفسكِ الإذن بأن تكوني مبتدئة، يمكنك أن تضعي جانباً حاجتك إلى الكمال وتبدئي فقط، ومع كل خطوة صغيرة تتخذينها، تنمو ثقتكِ بنفسك، وتدفعك إلى الخطوة التالية.
غيّري طريقة تفكيرك بشأن معنى الفشل:
مع العقلية الصحيحة، فإن الفشل ليس عدواً، بل هو معلم، فأي شخص ناجح تحبينه في مجال الأعمال أو القيادة أو الرياضة، أو حتى كأم أو أب عظيم، قد مر بالكثير من الفشل، لكنه لم يسمح له بإيقافه، والحقيقة هي أنه لا يوجد شيء اسمه حياة خالية من المخاطر، لكن عندما نختار أن نتعلم من أخطائنا، يمكننا أن نسمح لفشلنا بتغذية نجاحاتنا المستقبلية.
تحدثي إلى أشخاص لديهم خبرة:
من أفضل الأشياء التي يمكننا القيام بها؛ عندما نشعر بالخوف، التحدث إلى أشخاص مفيدين، حيث يجب أن نحيط أنفسنا بأشخاص طيبين ومتشابهين في التفكير، يمكنهم مشاركة حكمتهم، ويمكن أن يكون هذا صديقة أو مرشداً أو زوجاً. ففي كثير من الأحيان، من السهل أن تغمركِ الأفكار والمخاوف عندما محاولة معرفة القرارات الكبرى بنفسكِ، لكن التحدث مع أشخاص يهتمون بكِ، ولديهم خبرة بالحياة، يجعل من السهل التعامل معه.
ضعي هدفاً:
إذا كان خوفكِ يمنعكِ من شيء مهم، فمن المحتمل أنه يمنع أشخاصًا آخرين، يمكنكِ مساعدتهم أيضاً. وعندما يكون لديكِ سبب قوي، ستحاولين بقوة، لذا عليكِ أن تكوني واضحة بشأن هدفكِ، وسبب قيامك بما تفعلينه.
وهناك أشخاص حقيقيون في عائلتك، ومجتمعك، ومكان عملك، يحتاجون إلى ما لديك، ولكن إذا سمحت للخوف بالفوز، فلن يحصل هؤلاء الأشخاص أبدًا على نعمة ما لديك.
وحتى إذا كنتِ تواجهين هدفًا شخصياً، مثل: الحصول على لياقة بدنية، أو العمل نحو الانتقال إلى مهنة أخرى، فأنتِ تقاتلين من أجل هدف أكبر من نفسك، أي ربما تتحقق فائدة للجميع من حولك؛ عندما تعتنين بنفسكِ جيدًا.
Source link
اضف تعليقك